recent
أخبار ساخنة

"ظلال النوران" – يوحي بالغموض والأسرار داخل المدينة.

الصفحة الرئيسية


الفصل الأول: بداية غريبة

في مساءٍ هادئٍ من شتاءٍ بارد، وصلت الحافلة الأخيرة إلى مدينة تُدعى "النوران". كانت مدينة صغيرة، لا تظهر على أغلب الخرائط، لكن فيها شيء غامض يجعل الزائر يشعر بأنها تعرفه من قبل.
نزل يوسف، شاب في منتصف العشرينات، يحمل حقيبةً سوداء قديمة ووجهًا أنهكته الأيام. جاء إلى المدينة بحثًا عن عمل في صحيفة محلية، لكنه لم يكن يعرف أن دخوله إليها سيغيّر حياته للأبد.

في أول ليلة، لاحظ أن الشوارع مزدحمة رغم تأخر الوقت، والمحال تعمل كأن الوقت نهار. سأل رجلًا عجوزًا أمام محل شاي:
– "هو مفيش نوم هنا؟"
ضحك العجوز وقال:
– "إحنا في النوران يا ابني… المدينة دي ما بتنامش أبدًا."


الفصل الثاني: الصحيفة الملعونة

في اليوم التالي، ذهب يوسف إلى مقر الصحيفة القديمة، "صوت النوران". مبنى عتيق، جدرانه متشققة ورائحته خليط من الورق والغبار. استقبلته السكرتيرة بعينين غريبتين كأنها تعرفه، وقالت له:
– "رئيس التحرير مستنيك من بدري، فوق في الدور الرابع."

دخل يوسف المكتب، فوجد رجلاً في الخمسين يجلس خلف مكتب خشبي ضخم، أمامه صورة جماعية قديمة لموظفي الجريدة. مدّ الرجل يده مصافحًا وقال:
– "أهلاً يوسف… اتأخرت علينا شوية."
– "حضرتك تعرفني؟"
– "أكيد، أنت اللي كنت كاتب مقال 'المدينة التي لا تنام' من خمس سنين، صح؟"

تجمد يوسف في مكانه، لأنه لم يكتب مقالًا بهذا الاسم في حياته. حاول أن يضحك ظنًا أن الرجل يمزح، لكن الموقف كان جادًا جدًا.


الفصل الثالث: الصور القديمة

بعد انتهاء اليوم، وأثناء بحثه في الأرشيف، وجد يوسف عددًا قديمًا من الجريدة يحمل مقالًا فعلاً بعنوان "المدينة التي لا تنام"، وكُتب أسفله اسم الكاتب: يوسف عبد الهادي — وهو اسمه بالضبط!
لكن التاريخ كان منذ عشر سنوات قبل ميلاده!

أخذ الجريدة إلى البيت، وهناك بدأت أشياء غريبة تحدث.
الأنوار تومض، الساعة تتوقف دائمًا عند الثانية بعد منتصف الليل، وكلما نام، يرى نفس الحلم: شوارع المدينة مظلمة، وصوتٌ يناديه من بعيد يقول:

"ارجع المقال اللي خديته منّا."


الفصل الرابع: السرّ المدفون

قرر يوسف مواجهة رئيس التحرير. صعد إليه في منتصف الليل، فوجد المكتب مفتوحًا والأنوار مضاءة.
على المكتب نفس الصورة القديمة التي رآها من قبل، لكن هذه المرة لاحظ أن وجهه موجود فيها ضمن الموظفين!

قبل أن يستوعب ما يحدث، سمع صوتًا خلفه يقول:
– "أنت مش جديد هنا يا يوسف… أنت واحد منّا."
التفت فوجد العجوز الذي رآه أول يوم، لكن وجهه كان متجمدًا كأن الزمن توقف عنده.
– "المدينة دي بتحافظ على اللي كتبوا عنها، حتى لو الزمن نسيهم."


الفصل الخامس: المدينة التي لا تنام

بدأ يوسف يدرك أن المدينة ليست عادية.
كل من يكتب عنها أو يحاول مغادرتها، يظل عالقًا داخلها — يعيش ويموت ويعود من جديد في دائرة لا تنتهي.
فهم الآن معنى عبارة العجوز: المدينة لا تنام، لأن سكانها لا يموتون.

في فجر اليوم التالي، خرج يوسف إلى الشارع يحاول الهروب. لكن حين وصل إلى أطراف المدينة، وجد لافتة كبيرة تقول:

"مرحبًا بعودتك إلى النوران."

ابتسم يوسف ابتسامة صغيرة وقال لنفسه:
– "تمام… هنكتب قصة جديدة المرة دي."

ثم عاد إلى الجريدة، وبدأ في كتابة مقاله الجديد بعنوان:

"أنا والمدينة التي لا تنام."

google-playkhamsatmostaqltradent